کد مطلب:240969 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:135

السماء الظلیلة و الأرض البسیطة
روی الشیخ الكلینی بسنده حدیث الإمام الرضا علیه السلام المشتمل علی خصائص الإمامة و فیه: «الإمام السحاب الماطر، و الغیث الهاطل، و الشمس المضیئة، و السماء الظلیلة، و الأرض البسیطة...». [1] .

تكلمنا عن التمثیل بالسحاب الماطر و الغیث الهاطل [2] و الشمس المضیئة [3] .

قوله علیه السلام: و «السماء الظلیلة، و الأرض البسیطة» قد جاء الإظلال نعتا للسماء فی كلام أمیرالمؤمنین علیه السلام: «ألا و إن الأرض التی تحملكم، و السماء التی تظلكم، مطیعتان لربكم...». [4] .

قال ابن أبی الحدید: تظلكم: تعلو علیكم، و قد أظلتنی الشجرة و استظللت بها [5] أی السماء عالیة علیكم و علیه المراد أن الإمام كالسماء العالیة لاتصلها الأیدی و هی كنایة عن علو رتبته التی لامطمع لأحد من الخلق، و نظیره التمثیل العلوی «ینحدر عنی السیل، و لایرقی إلی الطیر». [6] من العلو بحیث لایصل إلیه الطیر بطیرانه و المقصود به العلو المعنوی الذاتی من الرتبة المختصة بالمعصوم علیه السلام للخصال التی تجمعت فیه دون غیره و من ثم اشتق له اسم من العلی الأعلی جل جلاله فسمی ب-(علی) من الأربعة الحرم المعنیة بها الآیة: «إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فی كتب الله یوم الخلق السموات و الأرض منها أربعة حرم ذلك الدین القیم فلا تظلموا فیهن أنفسكم...». [7] عن المسمین به و هم علی بن أبی طالب، و علی بن الحسین، و علی بن موسی الرضا، و علی بن محمد الهادی، [8] أو المحمدون الأربعة محمد بن عبدالله، و محمد



[ صفحه 292]



بن علی الباقر، و محمد بن علی الجواد، و محمد بن الحسن العسكری صلی الله علیهم و سلم.

و المحمدون مقصودون من الأربعة الحرم احتمالا و أما المسمون بعلی فمنصوص علیهم. هذا هو التأویل و أما التنزیل فشوال و ذوالقعدة و ذوالحجة و رجب. [9] و الاثنا عشر شهرا هم الأئمة الاثنا عشر علیهم السلام تأویلا [10] و الشهور المحرم و صفر و ربیع الاول و الثانی و جمادی الأولی و الثانیة و شعبان و رمضان و الأربعة الآنفة الذكر تنزیلا. [11] و مما یؤكد أن السماء ظلیلة، الحدیث النبوی المروی فی أبی ذر رواه الكشی بسنده المرفوع إلی رسول الله صلی الله عله و آله قال: «ما أظلت الخضراء و لاأقلت الغبراء علی ذی لهجة أصدق من أبی ذریعیش وحده و یموت وحده و یبعث وحده و یدخل الجنة وحده». [12] .

و قول أمیرالمؤمنین علیه السلام: «بلی كانت فی أیدینا فدك من كل ما أظلته السماء». [13] و المراد من كل ذلك التفیؤ علاوة علی جهة العلو السماوی السابقة الذكر.

و معنی أن الامام السماء الظلیلة: المفیئة، و الدلیل علی أن الظلال مفیی ء قوله عزوجل: «یتفیؤا ظلاله عن الیمین و الشمائل سجدا لله». [14] و یطلق أحدهما علی الآخر و إن كان بینهما فرق لایضر بالإطلاق.

و الإمام كذلك انه للظل علی الأمة كالنبی و انهم یعیشون تحت ظله و فیئه آمنین وادعین هم فی أمان من الضلال إذا نهجوا منهجه الوضاء و لأن الإمام وجوده أمان لأهل الارض كما أن النجوم أمان لأهل السماء كما جاء فی المثل المهدوی و انی «لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء». [15] .

و إذا تبثت فضیلة من الفضائل لأحدهم علیهم السلام ثبثت لسائرهم إلا الخصائص.

و أما الإمام هو الأرض البسیطة و التمثیل بذلك فوجهه سعتها الصالحة للهجرة



[ صفحه 293]



فیها و السیر فی دیارها و بلدانها و قراها و یشهد للسعة و السیر قوله تعالی: «یا عبادی الذی ءامنوا إن أرضی واسعة فإیای فاعبدون». [16] و «أرض الله واسعة». [17] و «و من یهاجر فی سبیل الله یجد فی الأرض مراغما كثیرا وسعة». [18] .

هذه للسعة و أما السیر فقد قال تعالی: «و جعلنا بینهم و بین القری التی بركنا فیها قری ظهرة و قدرنا فیه السیر سیروا فیها لیالی و أیاما ءامنین» [19] .

ففی الحدیث الباقری: «فینا ضرب الله الأمثال فی القرآن فنحن القری التی بارك الله فیها فمن أقر بفضلنا [؟] حیث أمرهم الله أن یأتونا فقال: «و جعلنا بینهم و بین القری التی بركنافیها»: أی جعلنا بینهم و بین شیعتهم القری التی باركنا فیها قری ظاهرة و القری الظاهرة: الرسل و النقلة عنا إلی شیعتنا وفقهاء شیعتنا إلی شیعتنا و قوله: «و قدرنا فیها السیر» فالسیر مثل العلم سیر به لیالی و أیاما آمنین لما یسیر من العلم فی اللیالی و الأیام عنا إلیهم...». [20] .



[ صفحه 296]




[1] أصول الكافي 200:1.

[2] حرف الهمزة مع الميم.

[3] حرف الهمزة مع الميم.

[4] النهج 76:9، الخطبة 143.

[5] شرح النهج 77:9.

[6] النهج 151:1، الخطبة 3.

[7] التوبة: 36.

[8] تفسير البرهان 122:2. عند تفسير الآية.

[9] تفسير البرهان 124:2.

[10] تفسير البرهان 124 - 122/2.

[11] تفسير البرهان 124:2.

[12] اختيار معرفة الرجال 24، و معجم رجال الحديث 165:4.

[13] النهج 208:16، كتاب 45.

[14] النحل: 48.

[15] غيبة الشيخ الطوسي 177، و البحار 181:53.

[16] العنكبوت: 56.

[17] الزمر: 10.

[18] النساء: 100 و المراغم من الرغام و هو التراب و مخلصا من الضلال قاله الكاشاني في تفسير الصافي 388:1.

[19] سبأ: 18.

[20] تفسير البرهان 349:3.